الفراشة المغرورة
كان يا ما كان في قديم الزمان، ونبدأ كلامنا بذكر النبي طه العدنان عليه أزكى الصلاة وأزكى السلام.
كانت هناك فراشة جميلة ولها جناحان ألوانهما زاهية. كانت الفراشة مغرورة جدا بنفسها وبجمال جناحيها وطوال اليوم وهي تتنقل بين الأزهار وهي تتباهى بهما.
وفي يوم من الأيام، وهي واقفة على زهرة الأقحوان، فإذا بنحلة وقفت بجوارها. نظرت النحلة للفراشة وقالت بابتسامة:
-كيف حالك أيتها الفراشة الجميلة؟ هل يمكننا أن نصبح أصدقاء؟
ردت الفراشة بطريقة لئيمة وقالت:
-طبعا لا، أنا الفراشة الجميلة ذات الجناحين المزركشين اللذان يخطفان أنظار كل من يراهما بينما أنت لا شيء يميزك أبدا، فكيف لك أن تطلبي صداقتي؟
ثم طارت الفراشة من زهرة الأقحوان إلى زهرة أخرى، تاركة وراءها النحلة مجروحة من كلامها ومتضايقة جدا. فكرت النحلة قليلا ثم قالت:
-لا بد أن أعلم درسا لتلك الفراشة المغرورة والغير مؤدبة.
طارت النحلة وراء الفراشة ووقفت بجوارها مرة أخرى وقالت:
-أيتها الفراشة لقد أخطأت فيما قلته قبل قليل، رغم ان ليس لدي شكل يميزني لكن الله خلق لي دورا مهما في الحياة، فبينما أنت تتنقلين من زهرة إلى أخرى من أجل إظهار جمال جناحيك، بينما أنا أنتقل من زهرة إلى زهرة لأجمع رحيقها ,أنتج العسل الذي قال فيه الله تعالى في كتابه الكريم(يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس).
ندمت الفراشة على تسرعها وفظاظتها وأيضا غرورها، وقررت الاعتذار من النحلة، فخاطبتها معتذرة:
-لديك الحق فيما قلته أيتها النحلة، وأتمنى أن تقبلي اعتذاري وكذا صداقتي.
وبعد ذلك صارت كل من الفراشة والنحلة صديقتين حميمتين.