المساهمات : 23 نقاط : 33 تاريخ التسجيل : 05/05/2020 العمر : 23 الموقع : عضو فعال
موضوع: الأرق وتأثيره على صحة الانسان الإثنين سبتمبر 07, 2020 2:04 pm
الأرق وتأثيره على صحة الانسان
الأرق هو اضطراب شائع في النوم، يكون عبارة صعوبة في النوم أوتقطعه، كما يمكن أن يكون خللا في مواعد النوم، كالنوج متأخرا أو الاستيقاظ مبكرا، مما يعود سلبا على صحة المريض ويؤثر على نشاطه اليومي، ويجعله يحس بوهن ومزاج متقلب.
كثيرا ما يكون الأرق نتيجة مشكلة ما، وغالبا ما تكون أسباب الأرق تتمحور حول الأسباب التالية، كالضغط النفسي الناتج عن القلق بشأن الحياة اليومية للفرد مثل العمل والدراسة والعائة، فيبقى الذهن مشغولا بها أثناء الليل، مما يجعل من الصعب النوم. كما يمكن للسفر مثلا أو تغير جدول العمل إلى إحداث خلل في الساعة البيولوجية للفرد وهي بمثابة ساعة داخلية والتي تعمل حسب جدول زمني محدد، فهي تنظم دورة النوم والاستيقاظ والتمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم، وتنسق بين الخلايا وأعضاء الجسم وإيقاع النهار والليل في البيئة المعتادة. واكبر مثال على ذلك، هو عند السفر من بلد إلى بلد فتتعطل الساعة البيولوجية لدى المسافر لتخالف ساعات الليل والنهار بين الدول مما يؤدي إلى الأرق ليلا. وليس تعطل الساعة البيولوجية وحده من يؤدي إلى الأرق، فحتى عادات ما قبل النوم السيئة التي تطبع بها الانسان مع التقدم التكنولوجي، كمشاهدة التلفاز أو استخدام أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية لساعات طويلة قبل النوم، وأيضا تناول الطعام الكثيرمما يجعل الانسان يحس بعدم راحة جسدية أو العمل مباشرة قبل النوم يؤدي إلى تهيج الدماغ مما يصيب الشخص بالأرق. ولا يتعلق الأمر في ما يخص الأرق بهذه الأسباب فقط، بل يمكن أن تكون الاضطرابات العقلية مثل القلق والاكتئاب سببا أيضا، كما أن بعض الأدوية التي يتناولها المريض تحتوي على بعض مضادات النوم في مكوناتها كالكافيين وغيرها من المواد المنبهة. ولا يخفى أيضا بأن أصحاب الأمراض المزمنة كالسرطان وداء السكري وأيضا مرضى الزهايمر يعانون من الأرق. كما يعاني منه متناولوا المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية وغيرها والتي تحتوي على نسب عالية من الكافيين، دون ذكر المدخنين الذي يتعاطون منتجات التبغ التي تضم النيكوتين، وحتى الكحول التي رغم كونها مادة مسكرة إلا أنها تمنع متناولها من الاسغراق في النوم العميق مما يجعلهم غالبا ما يستيقظون في منتصف الليل.
الأرق كظاهرة لايصيب فئة عمرية معينة، إلا أنه أكثر سيوعا في صفوف المسنين، فكاما تقدم بهم العمر كلما قل استغراقهم في نوم عميق، فالساعة البيولوجية تتقدم كاما تقدم العمر، فيحس المسن بالتعب بسرعة رغم أنه لا زال في أول المساء، مما ينتج عنه الاستيقاظ في الصباح الباكر. وحتى أن النشاط الجسدي والاجتماعي لكبار السن يقل مع مرور الوقت وزيادة تقدمهم في العمر مما ينعكس سلبا على نومهم. ناهيك عن أن صحة المتقدمين في السن تبعب دورا مهما ، فغالبيتهم مصابون بالتهاب المفاصل وآلام الظهر والعديد من مشاكل البروستاتا، وانقطاع النفس أثناء النوم. كل هذه الأشياء تأثر سلبا عليهم مما ينقص من جدة النوم لديهم. ومع هذا فيوجد الكثير في صفوف الأطفال والمراهقين والشباب الذين يعانون من الأرق، فالأطفال يحبون السهر ومشاهدة برامجهم التلفزية، بينما المراهقون يسهرون مع هواتف الذكية يتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهرهم المفضلين. ويسهر الشباب وخاصة منهم الطلبة من أجل مراجعة دروسهم الجامعية، مما يجعلهم ينامون ويستيقظون متأخرين الشيء الذي إلى إخلال نظام الساعة البيولوجية لديهم بسبب التغير المستمر لساعات النوم والاستيقاظ.
وتكمن أعراض الأرق في صعوبة الاستغراق في النوم عميقا مما يجعل المصاب يستيقظ من نومه مرات متكررة في مختلف أوقات الليل، أو القيام من النوم في ساعة مبكرة من الصباح. وحتى وأن نام المصاب ليلا فهذا لن يعفيه من الشعور بعدم الراحة والتعب خلال النهار. الشيء الذي ينتج عنه إن استمرت الاصابة مدة طويلة إلى مضاعفات قد تتجلى في صعوبة التركيز والتذكر، أو قد تنعكس على كل من الحياة اليومية والصحة ابدنية والعقلية للمصاب، كالأداء الضئيل الجودة في العمل والدراسة، وحتى تباطؤ ردة فعل المصاب وخصوصا أثناء القيادة مما قد يؤدي إلى حوادث سير خطيرة وعواقب وخيمة، وايضا خطر التعرض للإصابة بأمراض طويلة المدى أو أمراض ضغط الدم وأمراض القلب.
ولكن يمكن للإنسان تجنب الإصابة بالأرق والوقاية منه ببساطة عبر احترام الساعة البيولوجية للفرد عن طريق تنظيم الحياة اليومية للفرد مثل ساعات النوم والاستيقاظ، وساعات تناول الوجبات ومشاهدة التلفاز وغيرها على مدار اليوم والأسبوع والسنة. كما يجب المداومة على الأنشطة البدنية والعقلية من أجل صحة جيدة مما يساعد على جودة نوم أفضل، ويجب أيضا تجنب شرب المشروبات التي تحتوي على مواد منبهة أو على نسبة عالية من الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية وتعويضها بمشروبات مهدئة مثل البابونج والخزامى و كما أن شرب بعض الحليب الدافئ المضاف إليه بعض العسل، والابتعاد عن الكحوليات والتدخين. إضافة إلى ذلك يمكن اتباع روتين مساعد على الارتخاء قبل النوم، كقراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة أو حتى أخذ حمام دافئ مع بعض الزيوت المعطرة.
المراجع: مايو كلينك ويكيبيديا
مريم_العبد الله يعجبه هذا الموضوع
كوثر_سليمان
المساهمات : 5 نقاط : 11 تاريخ التسجيل : 06/09/2020 العمر : 29
موضوع: رد: الأرق وتأثيره على صحة الانسان الخميس سبتمبر 10, 2020 6:10 pm
يمكنك الكتابة أفضل، فأسلوبك في الكتابة جميل، إن اجتهدت أكثر فسيكون مقالك المقبل رائعا بإذن الله. موفقة عزيزتي...